اشكالية التاصيل التاريخي لمفهوم الجهة من داخل التراث السوسيولوجي.
- ان مفهوم المجتمع سوسيولوجيا يقودونا الى طرح مفهوم الجهة، بحيث يمكن ان يكون كيانا واسعا، او جهة فقط او موضعا.
- لا بد للسوسيولوجي ان يميز بين مفهومين لهما علاقة بالمجال او التراب او الجهة، وهما التهيئة، واعادة التهيئة. وبالتالي يصبح لازما على السوسيولوجي البحث والتساؤل عن عملية التهيئة وفق توازنات واليات معقدة، وذلك من خلال اعادة التهيئة التي يتطلبها المجتمع المتخلف. كما يتوجب عليه ان يدرس الظواهر التي تعبر عن هذا الاتجاه مثل: النتائج والتاثيرات الثقافية والاجتماعية لسياسة تحديد النسل التي تفرضها ضرورات التنمية وغيرها. بالاضافة الى ظهور تنظيمات اجتماعية ارادية غير رسمية تحاول الانفصال عن تقاليده الثقافية وغيرها. وبالتالي على السوسيولوجي ان يدرك ان تهيئة او اعداد التراب لمجتمع من المجتمعات هو يشكل جبري وضروري اعادة تهيئة واعادة اعداد لهذا المجال.
- لقد تم دراسة اشكالية المجال او التراب من خلال حقلين اساسين في الدراسات السوسيولوجية الكلاسيكية وهما:
§ المورفولوجيا الاجتماعيةالمرتبطة بالمدرسة الفرنسية للسوسيولوجيا، والتي كان دوركايم احد روادها، حيث ترى بان السوسيولوجيا تنقسم الى قسمين: الجماعة الاجتماعية التي تكون هذا المجتمع فوق تراب معين بحيث تعتبر المورفولوجيا في دراسة البنيات المادية للمجتمع . اما الحركة الاجتماعية فهي دراسة هذه البنيات في حركتها، اي وظائف هذه البنيات ونشاطها. وبالتالي فان المورفولوجيا الاجتماعية تعني ذلك الفرع من السوسيولوجيا الذي يدرس الاساس المادي للمجتمعات.
§ الايكولوجيا البشرية : حيث تزعم هذا االتجاه كل من " روبير بارك Robert Park " و " ارنست بيرغيس Ernest.W. Burgess" الذين استمدوا اصول تحليلاتهم من حقل البيولوجيا وخاصة الاصل الدارويني في الميدان الاجتماعي، حيث يقوم هذا الاتجاه على فكرة مفادها ا ناي تكيف مع البيئة التي يعيش فيها الانسان يتحقق في شكل صراع من اجل البقاء، الامر الذي ينتج عنه تبعية متبادلة بين الافراد والجماعات الانسانية التي تستقر فوق تراب معين.
ويمكن تسجيل ملاحظتين اساسيتين:
اولا: ان السوسيولوجيا تسقط على المجال رؤية خاصة جدا ومختلفة عن باقي الرؤى الاخرى ( الجغرافية والاقتصادية والسياسية والادارية.)، ولكننا لم نتمكن لحد الان من ترجمة هذه الرؤية في صيغ وعبارات متخصصة ومتفردة وذات طابع منسجم.
ثانيا: نتوفر على دراسات وابحاث سوسيولوجية امبيريقية مستلهمة من هذه الرؤية، الا انها تحتاج الى دعائم نظرية لادماج المجال في التحليل السوسيولوجي.
0 التعليقات :
إرسال تعليق