الأحد، 31 مارس 2019

الدعائم النظرية والمفهيمية لسوسيولوجية الجهة

بعض الدعائم النظرية والمفاهيمية للسوسيولوجيا الجهة.
1.     الجهة كأداة تحليلية وسيطة
- يمكن اعتبار مفهوم الجهة نموذجا علميا يتيح لنا مقاربة تحليلية وسيطة لإشكالات التنمية بشكل خاص، وللإشكالات والظواهر والمؤسسات والبنيات القائمة في المجتمع بشكل عام، مقاربة تندمج فيها بصغة متكاملة وفي نفس الوقت العناصر السوسيواقتصادية والمتغيرات السياسية والديناميات المجالية في اطار تصور سليم للاقتصاد والمجتمع والتنمية، يتجاوز حدود المقاربات الميكرو او الماكرو سوسيولوجية.
- يمكن النظر الى الجهة باعتبارها وحدة مجالية توجد بين المحلي والوطني، تتميز بصفة التوسط بين الجزء والكل، بين الاصغر والاكبر، بين الخاص والعام. وهو ما يسمح بدراستها بشكل افضل لانها لا تغرق في المظاهر والقضايا التفصيلية والجزئية ذات الطابع الذري التي يصعب ادراك سياقاتها العامة، ولا تتجه في نفس الوقت نحو الملامح العامة والكبرى للبنيات الاجتماعية التي قد تخفي جوانب ادق واعمق من الواقع، كما هو الشان بالنسبة للقضايا ذات الطابع الوطني.
2.      الجهة كمؤسسة اجتماعية وسياسية.
تحاول المقاربة السوسيولوجية ان تنظر الى ظاهرتي السلطة المركزية اي تقطيع الدولة الى مجموعات، والحياة الاجتماعية المحلية اي تنظيم المجموعات الاجتماعية في ارتباط مع تدبير مصالحها في مجال محلي ان تضعهما في صيغة او شكل تصور او مفهوم موحد حتى ولو كانوا من طبيعة متمايزة.
- ليس الهدف من التحليل السوسيولوجي للمؤسسة بالجهة هو ملاحظة الكيفية التي تتم بها ممارسة الضغط من قبل المؤسسة وتلقيه من قبل الناس في الحياة الاجتماعية لجهة.
- كما انه لا ينبغي فهم الجهة على انها نظام من القواعد والضوابط
و السلطة و الميكانيزمات و الإجراءات المتبعة في الواقع بل يجب النظر إليها بوصفها مجموع الترابطات الدائمة للقيم و المعايير و السلوكات و الممارسات و الأدوار و القوانين التي تضمن إدماج الفاعلين في بنية مركبة من العلاقات الاجتماعية .
كما أنه لا ينبغي النظر الى المؤسسة كمجموعة من نماذج السلوك و أنظمة القيم المشتركة من قبل جماعة اجتماعية معينة بل يجب النظر كذلك على أنها تأخذ مكانها داخل أنظمة التشكيلات الرمزية أي داخل مجموعات المعايير و المعتقدات و التمثلات و الدلالات و المعارف و القيم الثقافية و حتى الأساطير التي عليها يستند الفاعلون الاجتماعيون لتوجيه و تأويل أو تبرير ممارساتهم .
إذا انتقلنا من هذه الرؤية من بعدها العام إلى بعدها الخاص سيكون على السوسيولوجي تعديل الرؤية و توجيهها نحو اكتشاف الكيفات التي تتم بها ترجمة المفاهيم و البراديغمات السوسيولوجية المألوفة و العامة و إعادة تشغيلها وفق طرق لا يحكمها فقط الإطار الميكروسوسيولوجي من للجهة و إنما كذلك تعديل كامل للرؤية السوسيولوجية العامة حتى تتلاءم مع الحياة و الإطار الاجتماعيين الجهويين و مع البنية الجهوية للجهة .

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي