الأحد، 31 مارس 2019

التحديد السوسيولوجي للجهة

التحديد السوسيولوجي للجهة
·       في نقد العلوم الاجتماعية وتعريفها لمفهوم الجهة:
- ضرورة تخليص سوسيولوجيا الجهة من بعض الاحالات النظرية والابستيمولوجية التي يمكن ان تجذبها الى هذه العلوم والى نماذجها التحليلية.
- ضرورة اخضاع مفاهيم العلوم الاجتماعية الى النقد الابستمولوجي والسوسيولوجي فيقدر ما تعتبر الجهة رهان صراع وتنافس بين المختصين في العلوم المختلفة، بقدر ما تعتبر الجهة رهان صراع في الواقع الاجتماعي.
- ان ما يؤاخذ على الجغراغفيا هي انها دراسات مونوغرافية وصفية لعدد من الجهات الصغرى، كما ان اهتمامها ينصب اكثر على المعطيات والظواهر الفيزيائية، كما لو ان الدولة لا تتدخل ا وان رؤوس الاموال او قرارات الجماعات البشرية لا اثر لها.
عندما يستند الجغرافي الى تحليل محتوى المجال، فانه بالتالي لا ينظر الى ما وراء الحدود السياسية والادارية للجهة. 
ان الصراع من اجل السلطة العلمية يكون اقل استقلالية واقل ظهورا من ان يقتنع به اولئك الذين يجدون لنفسهم منخرطين فيه، لانه بقدر ما ترتبط التمثلاث الاجتماعية حول موضوع الجهة بالابعاد الذهنية والرمزية، فانها ترتبط كذلك بالمصالح الفعلية او المادية لحامليها.
التقسيم الذي يعطيع علم قوانين التصنيف.
الجهة وحدودها ليست سوى نتاج عملية تقطيع اصطناعية تتم بشكل او باخر في الواقع، لانه لا توجد اليوم معايير قادرة على تاسيس وتصنيفات او تقسيمات طبيعية، لان حدود التنوع الحاصل بين عناصره غير متجانسة، حيث ان الجهات المقسمة وفق معايير مختلفة لا تتطابق او تتجانس بشكل كامل ودقيق، ليس هذا فحسب بل ان الحقيقة الجهوية هي حقيقة اجتماعية لان ما يظهر على انه طبيعي في التصنيفات والترتيبات المجالية يرتكز على خصائص لا علاقة لها بما هو طبيعي، وهو يشكل في جزء كبير منه  نتاجا اجتماعيا لعملية فرض او اجراء اعتباطي، اي انتاج لوضع سابق لعلاقات القوة في حقل الصراع من اجل التحديد البشري للجهة. هكذا فان الحدود الجهوية التي هي نتاج عملية التحديد القانوني والاداري تخلق الاختلاف الثقافي بين الجهات بمقدار ما تكون هذه الحدود نفسها هي الاختلاف الثقافي.
- ان العلم الاجتماعي الذي يسعى الى اقتراح معايير لبناء الجهات اكثر قوة ومصداقية ومعقولية في الواقع يجب عليه ان يحترس من نسيان انه لا يستطيع بعمله هذا الا ان يسجل هو نفسه حالة من صراع التصنيفات العلمية والاجتماعية التي هي حالة علاقات القوة المادية والرمزية بين اولئك الذين لهم ارتباطات بهذا التصنيف او ذاك والذين يستندون او يتدرعون عادة بالسلطة العلمية كي يؤسسوا في الواقع وبالتفكير العقلي التقطيع او التصنيف الاعتباطي للجهات والحدود الذي يودون فرضه.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي