اشكالية التاسيس النظري لمفهوم سوسيولوجيا الجهة.
ان الغموض الذي يكتنف مفهوم الجهة يستلزم التمييز بين تصورين:
- تعيين بعض التماثل الذي يميز امتداد او وحدة مجالية متجانسة في مكوناتها بالنظر الى محدد معين، كما هو الامر عندما نتحدث عن جهة مناخية او جهة ثقافية او جهة لغوية...
- تعيين مجموعا مجاليا غير متجانسة يمتلك بنية داخلية ويحتوي على بؤرة او مركز، ويمتلك فضاءا مرتبطا وظيفيا بتلك البؤرة او بذلك المركز,
- ضرورة التمييز بين جهة ذات نمط واحد، وجهة ذات عقد او نقط تقاطع.
وبالتالي فان المهمة الاساسية للسوسيولوجيا هو الترجمة بعبارات وصيغ سوسيولوجية لفكرة النمطية ( او التجانس او التماثل او النظام) من ناحية ، وفكرة العقدية ( او اللاتجانس او االلانظام او اللاتماثل) من ناحية اخرى في ادراك المجال وتطوره.
- ان اول غموض والتباس يعترضنا عندما نريد ان نطرح مشكل الجهة وتقطيع الجهات هو ما يمكن تسميته بتقنيات رسم الحدود، والتي تتوفر فيها في علم الاجتماع على كم هائل من المعايير والمؤثرات، مثل: كثافة السكان، شبكة المواصلات، نمو واتساع سوق العمل، انماط استغلال الارض...
اما الغموض الثاني فهو عوامل البناء، والتي ينصب الاهتمام فيها على بناء البنية التحتية للجماعة فوق تراب معين، او جهة معينة.
- ينتظرمن السوسيولوجي ان يبذل جهدا كبيرا وشاقاً من اجل ردم الهوة بين المعرفة الجغرافية والمعرفة السوسيولوجية للجهة والتراب بشكل يدمج فيه السوسيولوجي اهم العناصر الدالة والفاعلة في رؤية اكثر خصوصية تعبر عن هوية الجهوية، وهوية معرفية متطابقة.
- ا ناول خطوة في دراسة الجهة التي يمكن ان يقوم بها الباحث السوسيولوجي هي عندما يفهم ان الامر لا يتعلق بتلخيص اووصف كل الحياة الاجتماعية الجارية في مجال الجهة، بل عليه من بين مظاهر الحياة الاجتماعية المتعددة والمختلفة ان يجيب عن السؤال، ما الذي يحدد ويعرف البنية الجهوية بوصفها كذلك ؟ بحيث يجب على السوسيولوجيا الجهة ان تبرز خصائص البنية الاجتماعية الجهوية باعتبارها بنية مخصوصة متميزة عن باقي البنيات الجهوية الاخرى، التي تتقاسم او تتنافس او تتعايش معها في الفضاء الترابي الوطني العام. وبالتالي على السوسيولوجيا ان تتخلص من الاحالات النظرية والوظيفية لمختلف المقاربات العلمية الاخرى.
0 التعليقات :
إرسال تعليق